أرشيف

أرشيف المؤلف

تأثر الغليان بالضغط الجوي

لماذا يستغرق سلق البيضة في جبال الهمالايا نحو 15 دقيقة ؟
ينخفض الضغط الجوي كلما زاد ارتفاعنا عن سطح البحر ، ومع انخفاضة تقل درجة غليان السوائل ، حتى إننا نستطيع غلي الماء عند درجة حرارة أربعين مئوية.
وبما أن الطبخ يعتمد على انتقال الحرارة من وسط الطبخ ( الماء أو الزيت ) الى الطعام ، فمن الواضح أن عملية الطبخ ستستغرق وقتا أكبر في درجات حرارة اقل . وبذلك فإن سلق بيضة في مكان مرتفع يساوي محاولة سلقها في مياه فاترة عند مستوى سطح البحر . وكمثال على اهمية الموضوع ، قامت الهند في القرن الماضي بإصدار لوائح توضح الوقت اللازم لسلق بيضة في جميع المحطات الجبلية المشهورة في جبال الهملايا .
ويمكننا رؤية المبدأ نفسه ، لكن بشكل معكوس ، عند إعداد الطعام بوعاء الضغط . حيث تكون البيئة الداخلية مغلقة تماما ، فإن الضغط الداخلي يرتفع ، وبذلك ترتفع نقطة الغليان .
إن إعداد الطعام في أوعية الضغط الحديثة أمر سهل ومأمون ، بحيث يرتفع الضغط الداخلي الى نحو ضعف الضغط الخارجي فترتفع درجة غليان الماء الى نحو 120 درجة مئوية ، الأمر الذي يقلل وقت إعداد الطعام ، وبالطبع فإن صمام الأمان في هذه الأوعية معد خصيصا للسماح بمرور القليل من الضغط الداخلي ، وألا تعرض الوعاء للإنفجار أحيانا.

والعلاقة بين درجات الحرارة ووقت الطبخ ليست متساوية تماما ( زيادة 10 بالمئة في درجة الحرارة لاتوفر 10 في المئة من وقت الطعام ) والوعاء المضغوط يقلل وقت الطبخ الى نحو النصف . وعدا عن منافع توفير الوقت ، فإن إعداد الخضار بهذا الطريقة يؤمن لك الحفاظ على نكهتها ومواد الغذائية اكثر من طريقة سلقها بالأسلوب التقليدي القديم.

منديلييف, مؤسس الجدول الدوري للعناصر الكيميائية

حاز دميتري ايفانوفيتش منديلييف على الشهرة في العالم بصفته صاحب الجدول الدوري للعناصر الكيميائية. لكن بحوثه العلمية لا تقتصر على الكيمياء فقط.

ولد دميتري ايفانوفيتش منديلييف في 27 يناير( 8فبراير حسب التقويم اليولياني القديم) عام 1834 بالقرب من توبولسك في سيبيريا. وكان دميتري الطفل السادس عشر والاخير في اسرته علما ان ثمانية منهم فارقوا الحياة في سن الطفولة.  اما منديلييف نفسه فقد تزوج مرتين. ورزق بسبعة ابناء وبنات (توفي احد اطفاله صغيرا) من زوجتين. وتزوج الشاعر الروسي الكسندر بلوك احدى بنات منديلييف.

·       في عام 1855 تخرج منديلييف من كلية  الفيزياء والرياضيات في معهد التربية في سانكت بطرسبورغ.

·       في عام 1855 مارس التعليم في مدرسة خاصة بالذكور في سيمفروبل.

·       في عامي 1855 – 1856 مارس التعليم في مدرسة في اوديسا.

·       في اعوام 1857 – 1890 – عمل مدرسا في جامعة بطرسبورغ وفي اعوام 1863 – 1872 اصبح استاذا في المعهد التكنولوجي في بطرسبورغ.

·       في اعوام 1859 – 1861 – عمل في بعثة علمية بجامعة هايدلبرغ في المانيا.

·       في عام 1865 ناقش رسالة الدكتوراه بعنوان ” حول تركيب الكحول مع الماء” والتي تضمنت افكاره الرئيسية حول السوائل.

·       في عام 1876 انتخب عضوا مراسلا في اكاديمية العلوم الامبراطورية في بطرسبورغ.

شارك منديلييف في اعداد تكنولوجيات اول مصنع لانتاج مواد التشحيم

بروسيا تم تشغيله في بطرسبورغ  في عام 1879 ببلدة قسطنطينوفسكي في محافظة ياروسلافل والذي يحمل اسمه الآن.

·       في عام 1890 ترك العمل في جامعة بطرسبورغ بسبب خلافه مع وزير التعليم الذي رفض في اثناء المظاهرات الطلابية تسلم عريضة الطلاب من منديلييف.

توفي منديلييف في 20 يناير (2 فبراير) عام 1907 في سانكت بطرسبورغ.

اطلق اسمه على العنصر الكيميائي رقم 101 –” منديلفيوم”.

بحوثه العلمية

ألف منديلييف العديد من البحوث الاساسية في مجال الكيمياء والتكنولوجيا الكيميائية والفيزياء وعلم القياسات والتحليق في الجو وعلم الارصاد الجوية والزراعة والاقتصاد والتعليم العام وغير ذلك من الاعمال المتعلقة بمتطلبات  تطوير القوى المنتجة في روسيا .

خلف منديلييف ما يربو على 1500 بحث منها البحوث الكلاسيكية- ” اصول الكيمياء” (أول عرض منهجي للكيمياء غير العضوية). كما ألف منديلييف اول كتاب مدرسي روسي بعنوان” الكيمياء العضوية”.

درس منديلييف(في اعوام 1854 – 1856) الظواهر التي تكشف العلاقة بين الشكل البلوري والتركيب الكيميائي للمركبات ، وكذلك تبعية صفات العناصر لمقادير ذراتها.

أكتشف في عام 1860 ” درجة حرارة الغليان المطلق للسوائل” او درجة الحرارة الحرجة.

صمم في عام 1859 جهاز تحديد كثافة السوائل.

وضع في فترة 1865-1887 النظرية الهيدراتية للسوائل ، كما طور فكرة وجود مركبات ذات تركيب متغير.

كشف منديلييف لدى دراسة الغازات في عام 1874 الصيغة العامة لوجود الغاز المثالي. وفي عام 1877 طرح منديلييف  فرضية  نشوء النفط من كاربيدات المعادن الثقيلة ، حقا ان غالبية العلماء لا تتقبلها اليوم ، وطرح مبدأ التقطير التفتيتي لدى تكرير النفط.

وطرح في عام 1880 فكرة تغويز الفحم تحت الارض. ودرس قضايا  استخدام انجازات الكيمياء في الزراعة  ودعا الى استخدام الاسمدة المعدنية وارواء الاراضي القاحلة.

شارك في اعوام 1890 – 1890 في صنع البارود عديم الدخان.

وانجز العديد من الاعمال في مجال الارصاد الجوية. واعد نظرية دقيقة للأوزان وصمم افضل التراكيب لذراع الموازنة والقامطة، واستحدث ادق اساليب الوزن. وفي عام 1892 اصبح دميتري منديلييف العالم – امين الحفظ في خزانة عيارات الوزن والميازين النموذجية التي تحولت في عام 1893 بمبادرة منه الى الهيئة العامة للمقاييس والاوزان (تطلق عليها حاليا تسمية  معهد منديلييف لبحوث الارصاد الجوية).

كان مجال اهتمامات منديلييف في حينه قريبا من علم المعادن  وتحفظ مجموعته من نماذج المعادن بعناية في متحف قسم علم المعادن في جامعة سانكت بطرسبورغ.

صناعة البارود

اعار دميتري مندلييف اهتماما كبيرا الى الجانبين الصناعي والاقتصادي لصناعة البارود. وطرح مهمة استخدام المواد الخام المحلية حصرا في الانتاج فدرس امكانية الحصول على حامض الكبريتيك من الخامات المعدنية الكبريتية(البيريتات) المحلية. وجرت في خريف عام 1892 أولى التجارب في هذا المجال. واستحدثت في غضون عام ونصف العام تحت اشراف منديلييف تكنولوجيا الانتشار الحراري التي اصبحت اساس انتاج البارود عديم الدخان الروسي الذي يتفوق من حيث الخواص على البارود الاجنبي.

الجدول الدوري للعناصر

ثمة تضليل شائع مفاده ان منديلييف رأى جدوله في الحلم. بيد ان الامر ليس كذلك. فأن القانون الدوري هو ثمرة عمل استمر اعواما طويلة.واجاب منديلييف مرة حين سألوه حول كيف اكتشف الجدول الدوري بقوله:”انني ربما فكرت فيه طوال عشرين عاما ، بينما تعتقدون انني جلست .. وفجأة كان كل شئ جاهزا”.

أكتشف  منديلييف في فبراير عام 1869 لدى تأليف ” اصول الكيمياء” احد قوانين الطبيعية الرئيسية – القانون الدوري للعناصر الكيميائية ( يسود الاعتقاد في الغرب ولاسيما في المانيا ان لوتار مايير توصل الى هذا الاكتشاف ايضا). ان الاختلاف الكبير بين هذين الجدولين يكمن في ان جدول مايير هو احد صيغ  تصنيف العناصر الكيميائية المعروف في ذلك الزمن ، اما الخاصية الدورية التي اكتشفها منديلييف فتمثل منظومة قادت الى ادراك الحتمية التي اتاحت تحديد مكان العنصر فيها – والتي لم تكن معروفة آنذاك، والتنبؤ ليس فقط بوجود العنصر بل تحديد خصائصه ايضا.

قام منديلييف في اعوام 1869 – 1871 بتطوير فكرة الخاصية الدورية واستحدث المفهوم حول مكان العنصر في الجدول الدوري بأعتباره اجمالا لخواصه بالمقارنة مع خواص العناصر الاخرى. واعتمادا على هذا الاساس قام بتعديل قيمة الاوزان الذرية لتسعة عناصر واورد خواص ثلاثة عناصر اخرى لم تكتشف بعد. ومن ثم تنبأ ايضا بوجود ثمانية عناصر اخرى  منها البولونيوم(اكتشف في عام 1898 ) والاستاتين ( اكتشف في عامي 1942 – 1943) والتكنيتيوم ( اكتشف في عام 1937) والفرانسيوم (اكتشف في عام 1939).

وفي عام 1900 خلص منديلييف ووليام رامزي الى استنتاج حول وجوب ان تدرج في جدول العناصر المجموعة الصفرية الخاصة من الغازات النبيلة.

التحليق في الجو

عندما بدأ منديلييف بدراسة قضايا التحليق في الجو واصل بحوثه في مجال الغازات والارصاد الجوية ، فأولا قام بتطوير مواضيع اعماله المرتبطة بمقاومة الوسط المحيط وصناعة السفن.

وفي عام 1875 صمم منطادا يبلغ حجمه 3600 متر مكعب ومزودا بقمرة (غوندولا) محكمة الانسداد من اجل اطلاقه الى طبقات الجو العليا( جرى اول تحليق الى الغلاف الجوي العلوي(الطبقي) فقط في عام 1924).

كما صمم منديلييف منطادا بمحركات. وفي عام 1878 حلق العالم حين كان في فرنسا في المنطاد” جفارا” المربوط بسلك في الارض.

وفي صيف عام 1887 قام منديلييف بالتحليق في منطاد بروسيا من اجل رصد كسوف الشمس الكامل، وتم اطلاقه بمساعدة الجمعية التقنية الروسية.

ان الظروف التي جرى فيها التحضير للتحليق  تدل مرة اخرى على ان دميتري منديلييف كان عالما تجريبيا فذا( ويمكن ان نعيد الى الاذهان بهذا الصدد قوله:” ان البروفيسور الذي يقرأ المحاضرات بموجب المقرر الدراسي فقط  دون ان يمارس العلم ولا يمضي قدما الى الامام – هو عالم لا نفع منه بل انه ضار حقا”). وابدى منديلييف ولعا كبيرا بأمكانية رصد الاكليل الشمسي لأول مرة من منطاد في فترة الكسوف الكامل لها. واقترح ان يستخدم في ملء المنطاد ليس غاز الاستصباح بل غاز الهيدروجين الذي يتيح الارتفاع الى مسافات عالية ، مما يوسع قدرات الرصد.

كما ابدى منديلييف اهتماما كبيرا بالاجهزة الطائرة التي يزيد وزنها عن وزن الهواء.

صناعة السفن. ارتياد مناطق اقصى الشمال

تواصلت اعمال منديلييف في مجال مقاومة الوسط المحيط والتحليق في الجو  في بحوثه المكرسة لصناعة السفن وارتياد البحر في المناطق القطبية. وطرح العالم فكرة بناء حوض تجريبي لأختبار السفن.  كما إلتحق منديلييف ببعثة في محطمة جليد توجهت الى المحيط المتجمد الشمالي. ووجد في هذه المبادرة السبيل الواقعي لحل الكثير من المشاكل الاقتصادية الهامة  مثل ان ربط  مضيق بيرنغ بالبحار الروسية الاخرى من شأنه ان يكون بداية استخدام الطريق البحري الشمالي مما يجعل من اليسير بلوغ مناطق سيبيريا واقصى الشمال.

في فترة 1901 – 1902 اعد منديلييف مشروع ارسال بعثة قطبية بواسطة محطمة جليد. ورسم العالم الطريق البحري ” الصناعي” في المناطق

الشمالية لكي تمر فيه السفن بالقرب من القطب الشمالي.

منديلييف .. باحثا اقتصاديا

كان منديلدييف ايضا باحثا اقتصاديا بارزا حدد الاتجاهات الرئيسية لتطور روسيا الاقتصادي.

وكان منديلييف من اشد انصار فرض الحماية الجمركية للسلع الروسية الصنع واستقلال روسيا اقتصاديا. ودافع منديلييف عن الصناعة الروسية  من منافسة البلدان الغربية ، وربط تطور الصناعة في روسيا بالسياسة الجمركية العامة. واشار العالم الى وجود اجحاف في النظام الاقتصادي  الذي يسمح الى البلدان التي تقوم بمعالجة لمواد الخام جني ثمار عمل  العمال في البلدان المصدرة لهذه المواد الخام.وبرأيه ان هذا النظام ” يعطي الافضلية الى الفئة المالكة على حساب الفئة المحرومة”.

البعثة الى الاورال

فى عام 1899 ترأس العالم بعثة الى الاورال وشارك في دراسة  صناعة الحديد في الاورال- وكانت من أهم مراحل نشاط منديلييف كباحث اقتصادي.  وذكر في كتابه :” نحو ادراك روسيا” قائلا:” لقد شاركت في حياتي  في تحديد مصير امور ثلاثة : صناعة النفط وصناعة الفحم الحجري وصناعة الحديد”.  وجلب العالم من بعثة الاورال مادة لا تقدر بثمن ادرجت لاحقا في كتابيه” آراء حول الصناعة “و” نحو ادراك روسيا”.

نحو ادراك روسيا

كتب منديلييف في عام 1906، حين شهد احداث الثورة الروسية الاولى وتأثر بحس مرهف فيما جرى ورأى اقتراب فترة التغيرات الكبرى، كتب آخر مؤلف كبير له بعنوان ” نحو ادراك روسيا”. واحتلت مكانة الصدارة في هذا العمل دراسة القضايا الديموغرافية.

والامر الهام في هذا الكتاب ايراد مركزين في روسيا هما – الاراضي(السطح) والسكان. وكشف منديلييف لأول مرة ان استبيان مركز الاراضي في الدولة يعتبر أهم معيار جيوسياسي بالنسبة الى روسيا.وأرفق العالم كتابه بخريطة ذات رؤية جديدة عكست فكرة التطور الصناعي والثقافي الموحد لشطري البلاد الاوروبي والاسيوي، الامر الذي من شأنه ان يساعد على تقارب المركزين.

توفي منديلييف في 2 فبراير/شباط عام 1907 في سانكت بطرسبورغ.

قسطنطين تسيولكوفسكي صاحب نظرية الصواريخ النفاثة

إذا كان خروج الإنسان إلى الفضاء الكوني والسير فيه بات حدثا عاديا في عصر غزو البشرية للفضاء الكوني، فإن قدرا كبيرا من الفضل في ذلك يعود إلى العالِم الروسي قسطنطين تسيولكوفسكي، واضع نظرية الصواريخ النفاثة (المزيد من التفاصيل في موضوعنا “تاريخ علم الفضاء السوفيتي والروسي”).

فقبل أكثر من نصف قرن من أول تحليق لمركبة فضائية في تاريخ البشرية كان العالم الروسي قسطنطين تسيولكوفسكي يحلم بذلك. بل ويعمل بدأب من أجل تجسيد حلمه هذا. إذ أبدع هذا العالم الكبير نظريات الصواريخ النفاثة التي كان يؤمن بأنها ستحمل الإنسان إلى الفضاء في الوقت الذي كانت فيه الطائرة قد اخترعت للتو.

سيرة حياة قسطنطين تسيولكوفسكي

قسطنطين تسيولكوفسكي (أعوام 1857-1935)  عالم روسي وسوفيتي ومصمم في مجال الايروديناميكا وهندسة الصواريخ و الطائرات والمناطيد. وساعدت أبحاثه الى درجة كبيرة في تطويرعلم الصواريخ والفضاء في الاتحاد السوفيتي وغيره من الدول.

ولد قسطنطين تسيولكوفسكي في عائلة نبيل بولندي . وانحدرت والدته ماريا يوماشيفا  من أصلين روسى وتتاري. واصبحت الارض واللغة الروسيتان موطنه ولغة الام.

أصيب قسطنطين تسيولكوفسكي في طفولته بمرض الحمى القرمزية الذي افقده السمع، مما لم يمكنه من مواصلة الدراسة في المدرسة. ومنذ سن 14 عاما بدأ قسطنطين تسيولكوفسكي يدرس ذاتيا. وعندما بلغ 16 عاما من عمره انتقل الى موسكو حيث درس علمي الرياضيات والفيزياء في إطار برنامج المدرسة الثانوية والجامعة. وفي عام 1879 اجتاز قسطنطين تسيولكوفسكي الامتحانات بعد اتمام الدراسة منالخارج . وتم تعيينه عام 1880 مدرسا للرياضيات والهندسة. ومنذ ذلك الحين بدأ قسطنطين تسيولكوفسكي دراساته العلمية حيث  ألف في عامي 1880-1881 دراسة “نظرية الغازات” التي طرح فيها  أسس نظرية الغازات الحركية. اما دراسته الثانية ” ميكانيكا الجسم الحي” فلقت أصداء ايجابية في الدوائر العلمية،  مما ساعد في انضمامه الى الجمعية الفيزيائية والكيميائية الروسية. وفي الفترة ما بعد عام 1884 عكف  قسطنطين تسيولكوفسكي على دراسة  4 قضايا علمية وهي:  النظريات العلمية  للمنطاد ذي الغلاف المعدني ،  والطائرة الانسيابية، والقطار السائر على الوسادة الهوائية والصواريخ المخصصة لرحلات الفضاء. ومنذ عام 1896 انهمك قسطنطين تسيولكوفسكي في حل مسألة حركة الاجهزة النفاثة وطرح عددا من التصاميم للصواريخ البعيدة المدى والصواريخ المخصصة للرحلات الى كواكب اخرى.

.في عام 1992 نشر قسطنطين تسيولكوفسكي اول بحث علمي في موضوع المناطيد ” المنطاد ذو الغلاف المعدني المتحكم فيه” الذي طرح فيه حججا علمية  وفنية لتصميم المنطاد ذى الغلاف المعدني. واستبق  هذا المشروع زمانه، لذلك لم يجد  تأييدا لدى العلماء والخبراء. ولم يتمكن قسطنطين تسيولكوفسكي من الحصول على أموال من الحكومة الروسية لبناء نموذجه للمنطاد. فراجع  قسطنطين تسيولكوفسكي  قيادة هيئة الاركان العامة للجيش الروسي واقترح عليها مشروعه. لكنه فشل في إيجاد التمويل. وفي عام 1892 انتقل قسطنطين تسيولكوفسكي الى مدينة كالوغا الروسية حيث استمر في تدريس الطلبة لمادتي  الفيزياء والرياضيات بالمدرسة الثانوية والمدرسة الدينية الارثوذكسية. وتحولت انظاره في تلك الفترة الى مجال علمي جديد، وهو تصميم أجهزة طائرة اثقل من الهواء.

طرح قسطنطين تسيولكوفسكي فكرة بناء طائرة ذات جسم معدني. وكتب عام 1894 مقالا “الماكينة الطائرة او الطائرة شبيهة للطير قدم فيه وصفا علميا وفنيا لسفينة الهواء التي استبقت زمنها، علما ان اول الاجهزة الطائرة من هذا النوع لن تظهر الا بعد مرور 15-18 سنة. وكانت طائرة تسيولكوفسكي ذات جناحين سميكين ومستديرين في مقدمتهما وجسم انسيابي الشكل.

قام قسطنطين تسيولكوفسكي عام 1897 ببناء أول أنبوب أيرودينامي ذو قسم التشغيل المكشوف في روسيا ووصف طرقا واساليب لاجراء تجارب واختبارات فيه. وفي عام 1900 منحته اكاديمية العلوم في روسيا أموالا  ليقوم باختبار أبسط الأجسام وبتحديد معامل المقاومة للكرة  والصفيحة المسطحة والاسطوانة والمخروط  وغيرها من الاجسام. لكن عمله على تصميم الطائرة شانها شأن المنطاد لم ييحظ بالاعتراف من قبل ممثلي الاوساط الرسمية الروسية. ولم يمتلك قسطنطين تسيولكوفسكي حينذاك  أموالا لمواصلة بحوثه. حتى لم يحظ بتأييد العلماء والمهندسين. وتجدرالاشارة الى انه بعد مرور فترة من الزمن قام عام 1932  بوضع نظرية تحليق الطائرات النفاثة في الستراتوسفير (الغلاف الجوي الزمهريري)  ومخطط طائرة تفوق سرعتها سرعة الصوت.

توصل قسطنطين تسيولكوفسكي الى نتائج علمية بارزة في مجال ديناميكا الصواريخ. وكان قد طرح عام 1883  فكرة الاستعانة بالصاروخ متدئيا بغية التحليق في الفضاء. لكنه طرح النظرية الدقيقة في هذا الباب في عام 1893 . وفي عام 1903 فقط تمكن من نشر مقال بعنوان ” استكشاف الفضاء الكوني بواسطة الأجهزة النفاثة” وعلل فيه امكانية استخدامها للقيام برحلات الى الكواكب الاخرى. ووضع قسطنطين تسيولكوفسكي في هذا المقال وغيره من المقالات ( في اعوام 1911 و1912 و1914)  اساسا لنظرية الصواريخ. ونظر تسيولكوفسكي في الحركة المستقيمة للصاروخ مما أوصله الى طرح مشاكل جديدة في ميكانيكا الاجسام ذات الكتلة المتغيرة. وقام  سيولكوفسكي لاول مرة بحل مهمة الهبوط على سطح الكواكب العديمة الغلاف الجوي.

بعد قيام ثورة اكتوبر  عام 1917 عمل قسطنطين تسيولكوفسكي خلال فترة طويلة  في إعداد نظرية تحليق الطائرات النفاثة واخترع تصميما خاصا بالمحرك التربيني الغازي. وفي عام 1927 نشر تسيولكوفسكي نظرية ومخطط القطار السائر على الوسادة الهوائية. وفي الفترة ما بين عا م 1926 وعام 1929 وضع  تسيولكوفسكي

نظرية الصواريخ المتعددة المراحل، ودرس مدى تأثير الغلاف الجوي  على تحليق الصاروخ، وقام بحساب احتياطيات الوقود اللازمة لاجتياز قوة مقاومة الغلاف الجوي للارض.

 يعتبر قسطنطين تسيولكوفسكي أول عالم وضع نظرية الرحلات الى كواكب اخرى. واستعرضت أبحاثه احتمال بلوغ السرعات الكونية وبرهن على احتمال القيام بالرحلات الى كواكب اخرى. وكان أول من درس الصاروغ باعتباره قمرا صناعيا حول الارض وطرح فكرة أنشاء محطات فضائية في المدار حول الارض بصفتها مستوطنات تستخدم طاقة الشمس وقاعدة للانطلاق الى كواكب اخرى. كما انه بحث المشاكل الطبية والبيولوجية التي قد تنشأ في التحليق الفضائي الطويل الامد.

بالاضافة الى ذلك فان قسطنطين تسيولكوفسكي ألف كتبا  في الخيال العلمي، ناهيك عن انه أجرى أبحاثا في مجالات مثل علم اللغة والبيولوجيا.

متحف "سمارا الفضائية" معلم سياحي وثقافي

لم يمض أكثر من عامين على افتتاح  متحف “سمارا الفضائية” حتى أصبح من أشهر المعالم الثقافية والسياحية لهذه المدينة الروسية. أفتتح معرض الفضاء  يوم 12 أبريل/ نيسان عام 2007 ، وأصبحت علامته المميزة  تتمثل بصاروخ الفضاء “سيوز” الذي يزن 20 طنا ويستند إلى مبنى معدني يزن أكثر من 45 طنا ويبلغ ارتفاعه 68 مترا .

وتعرض في اجنحة هذا المتحف منتجات صناعة الصواريخ الفضائية، التي تبرز الدور الهام الذي لعبته وتلعبه  مدينة سمارا  في تطور صناعة الفضاء الروسية المحلية وكذلك العالمية.

تعاون روسي – أمريكي في غزو القمر

لأول مرة منذ 10سنوات، قامت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” بإرسال مسبارين إلى القمر على متن صاروخ “أطلس 5” الذي أطلق من قاعدة “كاب كانافيرال” الفضائية الأمريكية يوم الخميس 18 يونيو/حزيران.

ويحمل الصاروخ الفضائي “أطلس 5” على متنه المسبار القمري  Lunar Reconnaissance Orbiter (LRO)  و مسبار المراقبة واستشعار الحفر على سطح القمر Lunar Crater Observation and Sensing Spacecraft.

وسيتم وضع المسبار الأول LRO  في المدار القطبي الدائري للقمر في مهمة تستمر عاما. وهذا المسبار يحمل التلسكوب الروسي “ليند” الذي ستكون مهمته قياس اشعاع النيترونات المنبعثة من سطح القمر التي ستساعد على وضع خرائط تتسم بدقة عالية لسطح القمر، إضافة إلى استكشاف مواقع محتملة للهبوط على سطح القمر ، وأيضا البحث عن إمكانية وجود جليد في المنطقة المظلمة من سطح القمر.

أما المسبار الثاني LCROSS  فسيقوم بالتنقيب عن المياه في احدى الحفر على مقربة من القطب الجنوبي، حيث تمت ملاحظة انبعاثات للهيدروجين في وقت سابق. وتستمر مهمته 4 اشهر.

التصنيفات :علوم اخرى الوسوم:

تصميم بديل لتوليد الطاقة "التوكاماك"

توصل علماء الفيزياء في مدينة بطرسبورغ الروسية إلى تصميم جهاز جديد يستخدم تقنية مفاعل “التوكاماك”، وهدف هذا الجهاز تخفيض كلفة إنتاج الطاقة وحماية البيئة من الإنبعاثات الضارة.

ومنذ بداية الخمسينات من القرن الماضي دأب العلماء الروس على دراسة تصميم مولد بديل للطاقة الحرارية يقوم على نفس الأسس العلمية التي تستند إليها الطاقة الشمسية المعروفة.

وستكون كلفة توليد الطاقة عبر النوع الجديد من جهاز التوكاماك المسمى بـ”غلوبوس-م” بعد استكمال التجارب العلمية الضرورية، اقل بـ10 أضعاف من كلفة توليد الطاقة النووية، إضافة إلى نقاء البيئة الذي يوفره هذا الجهاز الذي يخلو كليا من كافة أنواع الانبعاثات الضارة.

مركبة "بروغريس" الروسية التحمت بالمحطة الفضائية الدولية

قال مركز إدارة التحليقات في روسيا ان مركبة فضاء روسية من طراز ” بروغريس أم- 67″  التحمت يوم 29 يوليو/تموز بالمحطة الفضائية الدولية بواسطة النظام اليدوي .

ونقلت مركبة “بروغريس” على متنها طنين ونصف الطن من المعدات العلمية والمؤن الغذائية والمياه والوقود وغيرها من حاجات رواد الفضاء الموجودين على متن المحطة.

وكانت “بروغريس” قد انطلقت يوم 24 يوليو/تموز الجاري على متن صاروخ من طراز “سويوز” من قاعدة بايكانور الفضائية الدولية في كازاحستان، متوجهة إلى محطة الفضاء الدولية،

إنجاز عملية السير الأخيرة في الفضاء لرواد "إنديفور"

قام رواد من مكوك الفضاء “إنديفور” الأمريكي يوم الاثنين 27 يوليو/تموز بآخر عملية سير في الفضاء ضمن مهمتهم الحالية وذلك لإصلاح جزء من الذراع الآلية للمحطة.

كما قام الرواد بعمليات تركيب كاميرات فيديو في المنصة اليابانية الجديدة بالمحطة الفضائية الدولية التي بلغت تكلفتها مليار دولار وتطَّلب إنشاؤها سنة كاملة، عمل خلالها رواد فضاء وصلوا إلى المحطة ضمن 3 مهمات للمكوك الفضائي.

وتجدر الإشارة الى أن مهمة السير في الفضاء تلك هي الخامسة والأخيرة التي يقوم بها الرواد في إطار بعثة المكوك        ” انديفور ” الحالية الى المحطة الفضائية الدولية .

ومن المقرر أن ينفصل ” إنديفور” عن المحطة يوم الثلاثاء 28 يوليو/تموز، حيث سيبدأ رحلة العودة إلى الأرض ليهبط في قاعدة كيب كانافيرال بولاية فلوريدا يوم الجمعة المقبل .

التصنيفات :فيزياء, علوم اخرى الوسوم:,

سفيتلانا سافيتسكايا .. اول امرأة خرجت الى الفضاء

 كانت سفيتلانا سافيتسكايا أول امرأة خرجت الى عرض الفضاء وثاني رائدة فضاء في العالم.

ولدت سفيتلانا في 8 آغسطس/آب  عام 1948 في اسرة يفغيني سافيتسكي مارشال الطيران في الاتحاد السوفيتي بموسكو.  وفي عام 1972 تخرجت من معهد الطيران بموسكو . ومارست في آن واحد مع الدراسة في المعهد تعلم الطيران في مدرسة الطيران الفنية الموحدة المركزية وتخرجت منها في عام 1971 وحصلت على التأهيل بصفة ” طيار – مرشد”.

انضمت في فترة 1969 – 1977 الى منتخب الاتحاد السوفيتي في رياضة الالعاب الجوية. وفي عام 1970 فازت ببطولة العالم في رياضة الالعاب الجوية بواسطة الطائرات المكبسية  في بريطانيا. وضربت 3 ارقام قياسية عالمية في القفز بالمظلات للمجموعات من الستراتوسفير و18 رقما قياسيا في الطائرات النفاثة.

وبعد التخرج من المعهد عملت سفيتلانا في منصب طيار- مرشد ومن ثم في منصب طيار تجريبي. وقامت بالتحليق في الطائرات ” ميغ – 21″ و” ميغ – 25 ” و” سو-7″ و” ايل- 18 ” و” ايل -28″.

وفي أغسطس/آب عام 1980 نسبت الى فصيلة الطيارين – رواد الفضاء. وفي الفترة من 19 الى 27 أغسطس عام 1984 حلقت بصفة مهندسة متن في السفينتين الفضائيتين” سويوز ت-5 “و” سويوز ت -7″ والمحطة المدارية” ساليوت-7″.

وفي الفترة من 17 الى 29 يوليو/تموز عام 1984  حلقت بصفة مهندسة متن في “سويوز ت – 12” والمحطة المدارية “ساليوت-7″. وفي اثناء التحليق كانت اول امرأة تخرج الى عرض الفضاء.

ثم استعدت سافيتسكايا للتحليق الى المحطة ” ساليوت – 7 ” بصفة قائدة اول طاقم نسائي ، لكن هذه البعثة لم تنطلق الى الفضاء.

وفي عام 1986 ناقشت سافيتسكايا رسالة الدكتوراه بنجاح. وغادرت سافيتسكايا فصيلة رواد الفضاء وهي برتبة رائد في اكتوبر/تشرين الاول عام 1993 واحيلت الى التقاعد.

وفي عام 1989 انتخبت سافيتسكايا نائبة في السوفيت الاعلى للأتحاد السوفيتي . وفي عام 1990 انتخبت نائبة في السوفيت الاعلى لروسيا الاتحادية. وعملت ضمن الكتلة النيابية للحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية. وبعد حل السوفيت الاعلى في اكتوبر/تشرين الاول عام 1993 رشحت سافيتسكيا للنيابة في مجلس الدوما لروسيا الاتحادية لكنها خسرت في الانتخابات. وفي عام 1995 تم انتخابها نائبة في مجلس الدوما عن الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية. وما زالت نائبة حتى الآن.

وقد حازت سافيتسكايا على اوسمة وميداليات رياضية وحكومية.  واطلق اسمها على كوكبين صغيرين(كويكبين) هما رقم 4118(سفيتا) ورقم 4303 (سافيتسكايا).

إطلاق ناجح لمركبة الفضاء الروسية "بروغريس أم-67"


أطلقت إلى الفضاء بنجاح مركبة الفضاء الروسية “بروغريس أم-67” على متن صاروخ من طراز “سيوز-أو”، متوجهةً إلى محطة الفضاء الدولية. وتم إطلاق المركبة في 24 يوليو/ تموز من قاعدة بايكانور الفضائية الدولية في كازاحستان في الساعة الثانية والدقيقة الـ57 بعد الظهر بتوقيت موسكو.

وقال بيان مركز إدارة التحليقات في روسيا إن المركبة “بروغريس” ستصل إلى المحطة الفضائية الدولية بعد 5 أيام من انطلاقها، حاملةً على متنها طنين ونصف الطن من المواد الغذائية والمياه والوقود والهواء والمعدات، وغيرها من الشحنات. وجاء في البيان أن “بروغريس” ستكون ثالث مركبة فضاء تغادر إلى المحطة الدولية منذ بداية العام. هذا ومن المقرر إرسال 3 مركبات أخرى بينها كبسولة فضائية جديدة.

المصدر: روسيا اليوم